على حــافة الجنون

[ عَلَى حَافّةِ الـجُنُونِ ]




فِي صَبَاحِ يَومِ الأربِعَاءِ 14 / 6 / 1429 هـ ، وَ فِي المَدرَسَةِ الثّانَويّة الأولَى لِلبَنَاتِ بِسَنَابِسِ .. خَرَجَتِ الطّالبَاتُ مِنَ القَاعَاتِ ، بَعضَهُنّ يُولوِلُ وَ البَعضُ الآخَرُ يَصرِخُ مِن شِدّةِ الفرحَةِ ، أقصِد الجَزَع ! ، وَ البعضُ يَصرِخُ رَغبَةً فِي النّومِ .. بَينَمَا تفَاوَتَت مَلامِحُ الطّالِبَاتِ مِن فَرِحَةٍ إلى حَزِينَة ، إلى عُيونٍ مُنتَفَخِة أطَالَتِ السّهَرَ وَ البَعضُ لَم يُغمَض لَهُ جَفن ، وَ البَعضُ غَاضِبَاتٌ مِن أسِئلَةِ الإمتِحَانِ ، وَ الأخِيرُ غَيرُ مُبَالٍ بِمَا يَجرِي ! ..


مِن قَلبِ الحَدَثِ الذِي مَضَى ، كَانَ اليَومُ هُو يَومُ امتِحَانِ الكِيمِيَاءُ ، المَادّة التِي كَانَت بِـ الصّعُوبَةِ التِي هِي ، أأ .. عَفوَاً .. أقِصد .. مِن السّهولَةِ مَا كَانَت .. لِدَرَجةِ وَضعِهَا آخِرَ أيّامِ الأسبُوعِ ، فَـ لِأنّنَا عَبَاقِرَةُ هَذَا الجِيلِ ، مَرّ الإمتِحَانُ بِبطءٍ لِشِدّةِ سُهُولَتِهِ ، حَتّى خَرَجَت آخِرُ طَالِبَة مِنَ قَاعَةِ الإمتِحَانِ عِندَ الدّقَائقِ الأخِيرَة مِن نِهَايَةِ الوَقتِ المُحَدّدِ .. !


هَذَا وَ عِندَمَا تَمَكّنتُ مِن سُؤالِ بَعضِ الطّالِبَاتِ عَنِ الإمتِحَانِ وَ كَيفَ فعلنَ ، أتَتِ الإجَابَاتُ كـ التّالِي :

م . ن : بَسِـــيط ، مَا تَوقّعتَه كِذَا ، أبَدَاً ! ..
إ . ع : صَحِيح ، مَاااي عَدِل ! ..
ل . ر : أوووووه ، هيَيييييَ ، آيَاتُـــوه ، يِجَنّن الإمتِحَان ، كَشخَة حَدّه ! ..

هَذَا وَ كَانَت آيَات - أنَا - أولَى اللاتِي أنهَينَ الإمتِحَانِ ، وَ خَرَجَت قبَلَ الجَمِيع ، لِـ تُقَدّرَ زَمَنَ هَذهِ الإجَابَاتِ بَعدَ سَاعَةٍ وَ خَمسٍ وَ أربَعِينَ دَقيقَة مِن بِدَايةِ الإمتِحَانِ ! ..

بَينَمَا بَعد مُضِيّ خَمسٌ وَ أربَعُونَ دَقِيقَةٍ أُخرَى ، خَرجنَ بَاقِي الطّالِبَاتِ ، وَ وُجوُهُهنّ مُتَنَوّعَة ، مَا بَينَ ابتِسَامَة ، وَ مَا بَينَ دُمُوع ! ..

ز . ع : فلانَة ، تعَالِي بَسألش ، وَشّو حَل هَذا السّؤال ؟ ..
م . ع : الامِتَحَان زِفت حَدّه ، مَا حَلّيت ! ..


وَ أعلَنَتِ الطّالِبَاتُ عَن عُزُوفِهّن عَنِ المُذَاكَرة وَ رَغبتَهنّ بِالنّومِ حَتى يَحِينَ الإمتِحَانُ القَادم ، طَبعَاً مَعَ الدّعَوَاتِ بِـ التّوفِيقِ لِمُعَلّمَةِ المادة التِي كَتَبتِ الأسِئلَة ، عُذراً .. مَعَ الدّعَوَاتِ عَلى المُعلّمة التِي دَوّنتِ الأسِئلَة ! ..


وَ لَم تَسلَم مُعَلّمَةُ المّادةِ الإنجلِيزِيّة أيضاً فِي يَومِ الإثنَينِ ، هَذَا كَان التّقرِيرُ لِـ المرحَلَةِ الثّانَويّة العَامّة .


فِي حِينِ هُلكنَ طَالِبَاتُ الثّانِي ثَانَوِي بِقسمَيهِ فِي الدّرَاسَةِ ، ذَلكَ بِسَبِبِ قِلّةِ الأيّامِ المُحَدّدَة لِجَمِيعِ الإختِبَارَاتِ ، فَـ يَومَ الإثنَينِ القَادِم يُوَدّعنَ المَدرسَة عَلى أمَلِ تَفجِيرهَا قَبَل مَوعِدِ السّنَةِ الأخِيرة ، أي العَودَةِ إليهَا حَفِظَكُم الله .


أمّا طَالِبَاتُ الأوّل ثَانَوِي ، فإنّهُ فِي نِهَايَةِ كُلّ امتحَانٍ لَدَيهُنّ يُقَدّمُ لَهُن العَزَاء بِسبَبِ الضَغطِ ، يَومٌ فِيزيَاءُ وَ بلاغَة ، وَ يَومٌ أحيَاءٌ وَ تَوحِيدَ ، وَ آخَرُ وَ آخَر .. وَ لَن يَأتِ الثُلاثَاءُ القَادِم إلا وَ هُنّ عُصَيّات - نَحِيفَات - بِسبَبِ الجُنونِ الذِي هُنّ فِيهِ ..



هَذاَ وَ الله أعلَمُ بِحَالِ بَاقِي المَدَارِس ، وَ التِي سَآتِي بِذكِرِ أحوَالِ بَعضِ الطّالِبَاتِ مِن هُنَا وَ هُنَا فِي الأيّامِ القَادِمَة إن أحيَانَا اللهُ .

هههههههههههههههههههه
حشى هذي مو حالااات

خخخخخخخخ

تحياتي